"منحنى تبني الابتكار" أو "انتشار الابتكار" أو "منحنى تبني السوق" أو "Diffusion of Innovation" هو منحنى يركز على السوق ويقسم الزبائن إلى فئات مختلفة للمساعدة في فهم السوق ككل عندما يتم اطلاق ابتكار أو منتج تكنولوجي جديد. يتكون المنحنى من خمس مجموعات زبائن رئيسية:
المُبتكرون
المبتكرون هم عشاق التكنولوجيا ، والمهتمون بالتقنيات الجديدة والمتطورة . عادة ما يود المبتكرون أن يكونوا أول من يجرب المنتجات والخدمات الجديدة، ويتمتع المبتكرون بقوة شرائية عالية.
مثال جيد على المبتكرين هو داعمي حملات التمويل الجماعي في المراحل المبكرة حيث يرغب المموّلون هنا في الوصول إلى التقنيات الجديدة قبل الآخرين. مثال آخر هو المؤثرون مثل المدونين وصناع الفيديو You-tubers الذين يجربون أدوات ومعدات جديدة ويصورون تجاربهم للناس. يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص التأثير بشكل مباشر على الرأي العام.
يشكل المبتكرون حوالي 2.5٪ من المنحنى.
المُتبنون المُبكرون
هؤلاء مثل المبتكرين في حبهم لتبني التكنولوجيات الحديثة، ولكنهم ينتظرون نصيحة ومراجعة المبتكرين. بمجرد تشكيل كتلة حرجة لهذه المجموعة ، يمكن للمنتج تطوير تأثير كرة الثلج "Snow-ball effect" الذي يؤدي إلى المجموعة التالية. المتبنون المبكرون يشكلون حوالي 10٪ من المنحنى. المتبنون المبكرون هم أول من يحصل على المنتج أو الخدمة بعد اطلاقها ولكنهم ينتظرون نصيحة ومراجعة المبتكرين. هؤلاء يتبنون المنتجات الجديدة مبكراً لأنهم يحبون أن يكونوا أول من يقتني التقينات والمنتجات الحديثة.
هذه المجموعة ذات أهمية خاصة للرواد لأنها تشكل نقطة الهوة الرئيسية في منحنى التبني. بمجرد تكوين كتلة حرجة لهذه المجموعة ، يمكن للمنتج تطوير تأثير كرة الثلج Snow-ball effect الذي يؤدي إلى المجموعة التالية من الأغلبية المبكرة. وبالتالي ، من المهم رعاية هذه المجموعة بعناية لأنها يمكن أن تصنع الفارق في حياة المنتج.
يشكل المتبنون المبكرون حوالي 10٪ من المنحنى.
الأغلبية المُبكرة
تشكل هذه المجموعة (30-40)٪ من السوق المستهدفة ، وتمثل الأغلبية الأولى التي تتبنى ابتكارًا جديدًا. يستغرق الأمر وقتًا متباينًا لتبني هذه الفئة للابتكار أو المنتج بعد المتبنين المبكرين ، لكن فئة "الأغلبية المبكرة" تمثل أول اتصال فعلي مع السوق الشامل، كما وتمثل أيضاً السوق الفعلي الأول للمنتج أو الخدمة. هنا يتحول المشروع الريادي من البيع للسوق المتخصص نحو السوق العام.
الأغلبية المُتأخرة
تشكل هذه المجموعة أيضًا (30-40)٪ من السوق المستهدفة ، وتتبع الأغلبية المبكرة لتبني الابتكار ، لكنها تفضل الانتظار حتى تنضج التكنولوجيات والابتكارات وتُختبر. إنهم أكثر ترددًا في التغيير ويفضلون التمسك بما يعرفونه ، لكنهم منفتحون على الابتكارات إذا ثبتت فائدتها على المدى البعيد.
تمثل الأغلبية المتأخرة النصف الثاني من سوق الأغلبية (العام) ، حيث أنه بعد الوصول إلى هؤلاء الزبائن سيكون قد شارك جميع أفراد الجمهور المستهدف في شراء منتجات أو خدمات الشركة. ما يتبقى بعد ذلك هو فقط مجموعة المُتلكين.
المُتلكؤون
المتلكئون هم المجموعة الأخيرة التي تنضم إلى السوق. هذه المجموعة متشككة للغاية في التغيير وهي تتقبل التغير والابتكار فقط عندما يرغمهم أصدقاؤهم أو مجتمعهم على استخدامها. يمثل المتلكؤون حوالي (10-16)٪ من السوق.
يأتي المتلكئون في نهاية المنحنى ، وتأتي كتنبيه بأن طلب السوق على منتج أو عرض الخدمات المقدم من طرف الشركة قد استنفد وأن الجمهور قد ذهب نحو منتجات وخدمات أخرى أحدث. بشكل عام، تحاول الشركات الاستفادة مادياً من مجموعة المتلكئين، ولكن أيضًا تبدأ عند هذه النقطة في التخطيط لابتكارها التالي.
هُوة منحنى تبني الابتكار
قام الكاتب جيفري مور بالنظر في منحنى تبني الابتكار في كتابه "تجاوز الهوة Crossing the Chasm " حيث يشير إلى وجود فجوة أو هوة بين المجموعة الثانية (المتبنون المبكرون) والمجموعة الثالثة (الأغلبية المبكرة). يقترح المؤلف أن الوقوع في هذا الهوة هو السبب وراء عدم إقلاع العديد من الابتكارات والفشل في السوق، ويقوم بتطوير نظرية تنصح بأنه إذا أُريد للابتكار أن يصبح واسع الانتشار ويكتسب نجاحًا حقيقيًا ، فيجب عليه عبور هذه الهوة للوصول إلى جماهير الأغلبية المبكرة ، بينما يتحرك المبتكرون والمتبنون المبكرون للبحث عن ابتكارات ومنتجات أخرى جديدة.
لذلك ، فإن عبور الفجوة كمصطلح يحدد كيف يجب أن تخطط الشركات الناشئة في وقت مبكر لسد الفجوة بين من تبنى التكنولوجيا أو المنتجات الجديدة وبين الأغلبية من خلال العمل عن كثب مع المتبنين و تجميع التغذية الراجعة وتحسين عروض خدماتهم باستمرار بهدف تجنب السقوط في الهوة.